كتب رئيس التحرير خالد صادق
منذ الجمعة الماضية اعلنت امريكا انها تسلمت عملية ادخال المساعدات الى قطاع غزة وان دور اسرائيل انتهي بخصوص ذلك لكننا على ارض الواقع لم نلمس حتى الان اي اختلاف او تغير في ادخال المساعدات الى قطاع غزة بعد ان تسلمت امريكا المهام من اسرائيل.
وكالة الغوث الدولية تقول ان لديها شاحنات مكدسة على المعابر تكفي لاغاثة سكان القطاع لمدة ثلاثة اشهر وكذلك منظمة اليونيسيف واطباء بلا حدود ومنظمات دولية اخرى لكن الادارة الامريكية تنتهج نفس السياسة الإجرامية الصهيونية بل وبتعنت اشد وكراهية اكبر للفلسطينيين وهى تتخذ مواقف شكلية فقط فعليا وعلى ارض الواقع هى اسوء من مواقف اسرائيل.
تركيا وقطر ومصر ودول عربية واسلامية ودولية كثيرة استعدت لادخال المساعدات لقطاع غزة دون توقف وارسال اغاثات عاجلة لغزة لكن الموقف الثابت المتوافق عليه صهيوامريكيا يتلخص في كلمة.. بالقطارة.. يعني اقل القليل حتى لا يظن الفلسطينيون ان المقاومة حققت لهم شيئا او اجبرت الاحتلال والادارة الامريكية عن فعل اي شيء رغما عنهم وحتى لا يحسب لها اي انجاز واقعي يمكن البناء عليه مستقبلا نتنياهو كان يريد ادخال الطعام الى قطاع غزة بالقياس بالسعرات الحرارية التي تبقيهم فقط على قيد الحياة وهكذا تفعل امريكا.
نحن لا نتحدث عن الغذاء فقط المستشفيات تعاني نقصا شديدا في الادوية والمسكنات والامراض المزمنة مثلا حقيقيا لطفلة غزاوية ذهب للتغيير على جرحها فطلبت منها العيادة الطبية احضار بوليدين وشاش لانه لا يوجد لديهم شاش وبوليدين واذا وجد دواء في العيادة الطبية او المشفى وهذا نادر فلا تاخذ اكثر من حبتين تروفين او اكامول او غيره ويسجل اسمك حتى لا تعود بعد يوم او يومين لتأخذ نفس الدواء مرة اخرى انما يجب ان تاخذ حصتك التالية بعد عشرة ايام او يزيد.
نعم هذا هو اقعنا المعيشي الصعب الذي نعيش بل اصعب من ذلك فبعد هدم البيوت وكل هذا الدمار والخراب الذي حل بقطاع غزة يمنع ادخال كيس اسمنت واحد لقطاع غزة او اي من مواد البناء ويمنع ادخال الكرفانات للايواء بينما تدخل الخيام والشوادر بكميات قليلة جدا لتبقى معاناة السكان قائمة تحت قاعدة اللااستقرار واللاأمن واللاأمان والجوع والعطش والامراض والقهر لان خيار التهجير لدى امريكا واسرائيل لسكان قطاع غزة لا زال قائما فيجب قتل كل معاني الحياة في قطاع غزة حتى لا يستقر فيه الفلسطيني ولا يقيم.
ما بين الاقامة والرحيل يقف الفلسطيني يبحث عن بصيص امل لحياة افضل تتيح له العيش بكرامة فوق ارضه لكنه لا زال يطحن بين فكي رحى صهيوامريكية والعالم عاجز عن سماع صوتنا حتى وان كنتم تتجاهلون صرخاتنا استمعوا الى تقارير المنظمات الدولية التي انشأتموها استمعوا الى صرخات شعوبكم الحرة التي طالبتكم بوقف الابادة الجماعية في قطاع غزة استمعوا الى القوانين والاعراف والشرائع الدولية التي حددتم انتم بنودها وطبقتموها على ارض الواقع لكنكم لن تفعلوا لان هذه القوانين وضعت فقط لتنفذ على الضعفاء واعداء امريكا واسرائيل ورغم ذلك كله ستبقى غزة صامدة وشوكة في حلق امريكا واسرائيل مهما فعلتم.
بعقلية إجرامية وتوافق كامل أمريكا وإسرائيل في مضمار واحد
رأي الاستقلال


التعليقات : 0